تزداد حدة المنافسة بين أكبر اللاعبين فى سوق الليثيوم، لربط توريد المعادن ذات التقنية العالية فى قلب صناعة التعدين فى أستراليا البالغ قيمتها 90 مليار دولار.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن ارتفاع الطلب الصينى على بطاريات الليثيوم اللازمة للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة يؤدى إلى تحقيق مكاسب كبيرة فى الأسعار وازدهار الأصول فى أستراليا التى تعد بالفعل أكبر منتج لليثيوم فى العالم.
وتعكف استراليا على جذب الاستثمارات والتعامل مع المنتجين العالميين وكذلك المصنعين الكيميائيين لبطارية الليثيوم فى الصين.
وتوجد فى غرب أستراليا 4 عمليات فى مجال الإنتاج، إذ يجرى تقديم ثلاثة مشاريع رئيسية أخرى لبدء الإنتاج.
وتوقعت الوكالة أن يستمر اللاعبون الرئيسيون فى توسيع نطاق الصفقات فى استراليا لتأمين الإمدادات خلال العشرين أو الثلاثين عاما المقبلة.
وقال سيمون موريس، العضو المنتدب لشركة «بينشمارك مينرال» إن الشركات والمستثمرين بدأوا بالفعل تأمين عنصر الليثيوم فى استراليا، مثلما فعلت العديد من الشركات منها «بى بى» و«شل» عندما اندفعت نحو صناعة البترول فى الشرق الأوسط فى الستينيات والسبعينيات.
وأشارت الوكالة إلى أن «جرينبوشيس» فى غرب أستراليا يعد أكبر منجم ليثيوم من الصخور الصلبة فى العالم، ومن المقرر أن يضاعف قدرته الانتاجية سنويا من خلال «تاليسون ليثيوم» وهو مشروع مشترك بين شركة «تيانشا ليثيوم» الصينية وشركة «ألبيمارل» فى ولاية نورث كارولينا.
وذكرت الحكومة الاسترالية أن الموقع الذى بدأ إخراج العناصر الكيميائية عام 1888 يمثل بالفعل حوالى 30% من إنتاج الليثيوم العالمى.
ووافقت شركة «جيانغشى غانفنغ ليثيوم» التى لديها مصالح فى مشاريع للعديد من البلدان بما فى ذلك أيرلندا والأرجنتين على الاستثمار فى استراليا، وعقدت فى يوليو الماضى اتفاقاً مع «شنشى جى آر» لصناعة البطاريات لدفع الإنتاج فى المستقبل من مشروع «ألتورا ماينينج» فى استراليا.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة «نيوميتالز المحدودة»، كريس ريد: «إننا نسعى للاستثمار فى أكبر عملية توسع فى إمدادات الليثيوم من أى وقت مضى».
وقامت شركتا «كيميكا» و«مينيرا دى تشايل» ثانى أكبر مورد لـ«الليثيوم» فى العالم فى يوليو بإجراء أول خطوة خارج أمريكا الجنوبية لاستثمار حوالى 110 ملايين دولار فى مشروع «هولند» فى غرب أستراليا والذى يهدف إلى دخول الإنتاج بحلول عام 2021 إلى جانب توسع الشركة فى الأرجنتين.
وزادت أسعار الليثيوم بأكثر من الضعف فى 5 سنوات حتى عام 2016 وارتفعت أسعار مواد العنصر الكيميائى بنسبة بلغت 5% إلى متوسط 14.250 دولار للطن المترى فى يوليو الماضى حتى مع ارتفاع الصادرات الأسترالية.
ونقلت الوكالة عن بعض المحللين أنهم لا يتوقعون أى انخفاض فى الأسعار على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
وتخطط الشركات الصينية التى تعمل فى صناعة البطاريات، لضخ حوالى 120 جيجاوات فى الساعة سنويا بحلول عام 2021 أى أكثر من ثلاثة أضعاف الحجم المقترح من قبل شركة «تيسلا» فى ولاية نيفادا الامريكية.
وتوقعت وحدة «بلومبرج» لتمويل الطاقة المتجددة أن حوالى 55% من انتاج بطاريات الليثيوم فى العالم سيأتى بالفعل من الصين مقارنة بنسبة 10% فى الولايات المتحدة بحلول عام 2021، كذلك ستنمو حصة الصين الى 65%.
وتوقعت وحدة «بلومبرج» لتمويل الطاقة المتجددة أن السيارات الكهربائية ستتجاوز المركبات التى تعمل بالوقود الأحفورى فى غضون عقدين من الزمن مع انخفاض أسعار البطاريات.
وقال المدير المالى لشركة «جالاكسى ريسورسز» المحدودة، إن أكبر شركات صناعة سيارات فى العالم، تنضم إلى السباق لتأمين المواد الخام، مضيفاً أن مثل هذه المؤسسات ترغب فى الحصول على إمدادات الليثيوم طويلة الأجل.
مترجم
© 2016 Naciha.com