برلين – تنعقد يوم الاربعاء ببرلين قمة “الديزل” التي كانت قد دعت اليها الحكومة الألمانية بهدف اتخاذ خطوات ملموسة باتجاه زيادة تقليص عوادم الديزل التي تساهم بشكل كبير في ظاهرة التغير المناخي.
وتأتي هذه القمة بعد عامين من انكشاف “فضيحة عوادم الديزل”، والتي وضعت سمعة قطاع السيارات الالمانية على المحك حيث طالبت العديد من المنابر الاعلامية الصادرة اليوم السياسيين ومصنعي السيارات ببذل ما في وسعهم لتفادي إلحاق المزيد من الضرر بالقطاع ، مشددة على أن المانيا بحاجة الى صناعة سيارات قوية.
وانتقدت صحف ألمانية غياب الجمعيات البيئية والمهتمة بحماية المستهلك في هذه القمة ، مما يعتبر في نظرها مؤشرا غير مشجع عندما يتعلق الامر باتخاذ قرارات مستديمة لفائدة المستهلكين وتحسين جودة الهواء.
وطالبت منابر اعلامية اخرى في تعليقاتها على هذه القضية الحكومة الاتحادية وصناعة السيارات باستثمار المزيد من الاموال لاستكشاف بدائل تكنولوجية مثل تقنية الهيدروجين، ليتم فيما بعد النظر بشكل جدي في امكانية التخلي عن تكنولوجيا الديزل.
وآخذت صحف اخرى صناع السيارات الذين لا يمكن في رأيها ان يظلوا “جالسين في ابراجهم العاجية” ، والذين قدموا وعودا بسيارات “نظيفة” لكنهم سلموا سيارات “ملوثة”، مشيرة الى أن السياسيين يتعرضون لضغوط كبيرة في افق الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويشارك في هذه القمة مسؤولون سياسيون يمثلون “ولايات السيارات” وهي بادن فورتمبرج و بافاريا وهسن وسكسونيا السفلى وشمال الراين فيستفاليا بالإضافة إلى برلين وهامبورغ اللتين تتضرران كثيرا بسبب ارتفاع نسبة أكسيد النتروجين بهما.
ويمثل صناعة السيارات رؤساء شركة فولكس فاغن وشركة بورشه و شركة بي أم دبليو و شركة دايملر و شركة فورد ألمانيا وشركة أوبل والاتحاد الألماني لشركات السيارات بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات ومؤسسات أخرى، من بينها نقابة الصناعات المعدنية ورابطة اتحادات أرباب العمل الألمانية.
وتنتظر وزارة النقل والمواصلات الألمانية من شركات السيارات بيانات بشأن نماذج سيارات يورو 5 و يورو 6 التي يمكن تطويرها بالشكل الأمثل من خلال برامج حاسوب جديدة.
وقالت الوزارة إن إعلان شركة دايملر مؤخرا عزمها إدخال تعديلات على أكثر من ثلاثة ملايين سيارة يؤكد أن هناك حراكا في هذه القضية.
وكات متحدث باسم وزارة البيئة قد صرح ان “الهدف هو تجنب حظر سير هذه السيارات”.
وقد اتخذت فضيحة محركات الديزل لفولكسفاغن أبعادا غير مسبوقة بعد اعتراف المجموعة الألمانية العملاقة بأن 11 مليونا من سياراتها في العالم مزودة ببرنامج معلوماتي للغش في اختبارات مكافحة التلوث، بعدما استطاعت السلطات الأمريكية كشف هذا البرنامج.
وأعلن رئيس مجموعة فولكسفاغن الألمانية مارتن فينتركون استقالته بعد الفضائح التي لحقت بالشركة العملاقة.
لكن محنة الشركة الألمانية لم تنته باستقالة رئيس الشركة وبعض المدراء العامين فيها حيث شرع الادعاء العام الألماني في اجراء تحقيقات مع رئيس المجلس الإشرافي للشركة هانز ديتر بوتش، ومع الرئيس السابق للشركة مارتن فينتركورن، ومع رئيس العلامة التجارية فولكسفاغن هربرت ديس.
وكانت المفوضية الأوروبية قد دعت في أعقاب فضيحة فولكسفاغن جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلي إجراء تحقيقات للتحايل على اختبارات قياس الانبعاثات في سياراتها التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة.
واقترحت المفوضية تشريعا جديدا لتشديد نظامها لاختبارات السيارات الذي تقول إن تنفيذه هو مسؤولية الدول الأعضاء.
(فاطمة تيمجردين)
مترجم
© 2016 Naciha.com