كشف الرئيس المدير العام لمجمع “إيفال” محمد بايري، عن الانطلاق في تجميع شاحنات “إيفيكو دايلي” الايطالية في وحدة أولاد هداج ببومرداس، بداية من منتصف يوليو القادم، بعد تأخر ومعاناة مع بيروقراطية وزارة الصناعة والمناجم لأزيد من 6 أشهر.
وقال بايري، في لقاء مع “الجزائر اليوم”، بمقر مصنع “إيفيكو” بأولاد هداج، إن تأخر انطلاق عمليات تجميع شاحنات “دايلي” يعود لتأخر خروج التجهيزات من ميناء العاصمة الجزائر منذ جانفي الفارط، وتماطل وزارة الصناعة والمناجم في منح رخص “سي كا دي” (CKD) الضرورية.
وأكد بايري على أن خيار CKD ( Complete Knock Down) أي أن شاحنات “دايلي إيفيكو”، تأتي مفككة كليا من إيطاليا، على أن يتم تجميعها كليا في وحدة أولاد هداج في مرحبة أولى قبل إتمام أشغال مصنع البويرة، هو خيار إستراتيجي يسمح بتعريف شركات المناولة بجميع القطع التي تتكون منها الشاحنة، وهو ما وقفت عليه حصريا “الجزائر اليوم” داخل المصنع، فضلا عن توفير فرصة حقيقية لنقل الخبرة إلى العمال والفنيين الجزائريين الذين شرع في تطوينهم منذ فترة.
شاحنة “دايلي إيفيكو” تأتي مفككة إلى 550 قطعة
تم تفكيك شاحنات “إيفيكو دايلي” إلى 550 قطعة غيار، حسب الرئيس المدير العام لشركة “إيفال” التي تعتبر الشركة الجزائرية الوحيدة من بين الشركات الخاصة التي قررت الانخراط في مجال التركيب التي اختارت نظام السي كا دي(CKD)، من أجل تمكين الجزائر من رفع معدل الإدماج الوطني بإشراك شركات مناولة جزائرية وكذا تسهيل المهمة على شركات المناولة من خلال إطلاعهم فعلا وفي عين المكان على جميع القطع التي تتكون منها السيارة أو الشاحنة سواء القطع البلاستكية أو الحديدية وهي مفككة وبالتالي تسهيل عمليات اختيار القطع التي يريدون تصنيعها كل حسب قدرات شركته.
وأوضح بايري، أن وحدة أولاد هداج التابعة لمجمع “إيفال” التي ستدخل الخدمة في منتصف جويلية القادم، هي الفرصة الحقيقية الوحيدة إلى جانب الشركة الوطنية للسيارات الصناعية في الجزائر لدعم قطاع المناولة الوطني والمساهمة في رفع معدلات الإدماج في قطاع صناعة السيارات.
وتنتج وحدة أولاد هداج، ثلاث شاحنات يوميا أي بمعدل 650 شاحنة دايلي إيفيكو، سنويا من خلال فريق واحد ويمكن رفع الكمية حسب طلب السوق الوطنية.
إدماج الكوابل والقطع البلاستيكية والبراغي والزجاج والطلاء والبطاريات
وكشف محمد بايري، لـ”الجزائر اليوم”، عن تحديد حوالي 60 شركة مناولة في مجال قطع الغيار الخاصة بالسيارات، من بين المهنيين المحتملين في هذا النشاط من القطاعيين العمومي والخاص على المستوى الوطني، والذين باستطاعتهم تصنيع مئات قطع الغيار وبالتالي زيادة معدلات الإدماج وحتى تصدير الفائض لصالح أصحاب العلامات التي شرع في تركيبها في الجزائر.
وقال بايري، إن الجزائر تتوفر على قدرات في مجال المناولة وخاصة في بعض الفروع الثانوية على غرار تصنيع الكوابح والكوابل والبطاريات وكل ما يتعلق بالأجزاء البلاستيكية التي أصبحت تمثل نسبة عالية من صناعة السيارات، وكذلك صناعة البراغي حيث تتوفر الجزائر على مصنع “بي سي أر” ببرج منايل الذي يمكن أن يتحول إلى أول مزود لشعبة صناعة السيارات في الجزائر بجميع احتياجاتها من البراغي.
وأستطرد بايري، أن بقاء قطع الغيار وأجراء الشاحنات المفككة كليا داخل حاويات في ميناء الجزائر منذ جانفي الفارط كلف الشركة خسائر كبيرة لأسباب بيروقراطية غير مفهومة، منها تأخر خروج لجنة المراقبة في الوزارة على الرغم من أن مديرية الصناعة والمناجم بولاية بومرداس تقع على بعد كيلومترات فقط من مصنع أولاد هداج.
وأضاف الرئيس المدير العام لمجمع “إيفال”، أن تجارب العديد من الشركات بما فيها العمومية “افريكافير” المتخصصة في صناعة الزجاج وشركة “بي سي أر” برج منايل أو مختلف شركات تصنيع قطع الغيار، يمكن الاعتماد عليها لرفع نسبة الإدماج المحلية في صناعة السيارات بالجزائر، مشيرا إلى إمكانية تطوير قطاع الزجاج الذي يمثل حوالي 20 % في إدماج صناعة السيارات، مضيفا أن مصنع “إيفال” بالبويرة سيدمج العديد من النشاطات الرئيسية في صناعة السيارات على غرار الطلاء والزجاج وعشرات القطع الأخرى البلاستيكية منها والحديدية مما يساهم في رفع نسبة الإدماج وخفض حقيقي للأسعار على المنتجات المحلية بنسب عالية جدا.
وكشف المتحدث عن عقد لقاء مع المناولين والمصنعين الوطنين لتحقيق شراكة بين الطرفين، بمناسبة انطلاق التركيب في مصنع أولاد هداج ببومرداس، مشددا على ضرورة تنظيم يوم مفتوح لشركات المناولة للتعرف على جميع القطع التي تتكون منها شاحنة “إيفيكو دايلي” التي تم تفكيكها إلى 550 قطعة.
رد على المشككين في نظام “سي كا دي” (CKD)
وقال بايري إن نشاط المناولة في الجزائر يعد ورشة طويلة ومعقدة ولكنها تحرز تقدما، مشيرا إلى ضرورة التعاون مع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية التي تتوفر على خبرة في المجال من أجل تطوير هذا الفرع الناشئ، مضيفا أن مصنع “إيفال” بأولاد هداج هو رد حقيقي على الذين يقولون أن “سي كا دي” (CKD) غير ممكنة، ورد ايضا على الذين يريدون تحقيق الربح السريع.
وأستطرد أن قطاع المناولة الجزائري يعرف تخلفا كبيرا بالمقارنة مع نظرائه في تونس والمغرب وهو ما تسبب في ارتفاع واردات قطاع الغيار سواء الخاصة بالسيارات والعربات الصناعية أو بقطاع الطاقة الذي يعتبر أكبر قطاع مستهلك حاليا لقطع الغيار بواردات فاقت 4 مليار دولار سنويا.
اللجوء إلى الأس كا دي ( SKD) خطأ كبير
قال الرئيس المدير العام لمجمع “إيفال”، إن لجوء بعض الشركات الجزائرية التي شرعت في تجميع السيارات لبعض العلامات الأجنبية بالجزائر إلى تقنية الأس كا دي( SKD) خطأ كبير ولا يمكن أن تستفيد منه الجزائر بأي حال من الأحوال فضلا عن كونه طريقة سيئة للتحايل على رخص الاستيراد التي وضعتها الحكومة لخفض واردات السيارات.
ويعتقد الرئيس المدير العام لمجمع “إيفال” أن الشركات التي أختارت نظام الأس كا دي ( SKD) همها الوحيد هو تحقيق الربح السريع على حساب الخزينة العمومية والمستهلك والاقتصاد الوطني، متسائلا عن المعايير التي دفعت الحكومة إلى وضع السوق الجزائرية للسيارات تحت تصرف ثلاث علامات حصريا.
وشدد على أن المغرب منحت سوقها لشركتي رونو وبيجو مقابل تطوير صناعة السيارات وجعل المغرب قاعدة تصدير، أما الجزائر فمنحت السوق لهونداي ورونو وفولكس فاغن مجانا وبدون مقابل.
ويعتبر نظام الأس كا دي ( SKD) المستعمل من طرف الشركات الثلاثة المعنية أحسن طريقة لاستيراد السيارات خارج نظام الرخص المنصوص عليه منذ جانفي 2016 وعلى الحكومة أن تنتبه له قبل فوات الأوان يضيف المتحدث.
موقع النهار الاخبارى نقدم لكم اخر المستجدات على الساحة الجزائرية والعربية والعالمية واخر الاخبار لحظة وقوعها اخر الاخبار الرياضية والعربية والعالمية والاخبار المنوعة كما ونقدم لكم حصادنا الاخباري لجميع الدول العربية
الخبر | الجزائر اليوم: محمد بايري: مشروع “إيفال” هو أول مشروع حقيقي لتركيب السيارات في الجزائر - يمكنك مشاهدة مصدر الخبر الاصلي من الرابط التالي وهو : الجزائر اليوم ويخلي موقع الوحدة عن مسؤوليته الكاملة عن محتوي اي خبر وانما تقع المسؤولية على الناشر الاصلي للخبر.
عبد الوهاب بوكروح - النهار الاخبارى
© 2016 Naciha.com